عقد مجلس المفتين في لبنان اجتماعا برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان

عقد مجلس المفتين في لبنان اجتماعا برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وبحث في الشؤون الإسلامية والوطنية وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس المفتي علي غزاوي الآتي نصه:

توقف مجلس المفتين بألم وقلق شديدين أمام استمرار ظاهرة انغلاق الطريق الدستوري أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأعرب عن قلقه من تعثّر محاولات التوافق الوطني والمبادرات الداخلية والخارجية للمساعدة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، املاً أن تستمر مساعي وجهود دول اللجنة الخماسية في هذا الاطار، ودعا المعنيين بالملف الرئاسي الى عقد جلسة أو جلسات متوالية للحوار وللتشاور للخروج من المأزق الدستوري وانتخاب رئيس للدولة لتستقيم الحياة السياسية الوطنية، واتخاذ قرارات ومواقف جريئة لحل الأزمات المتراكمة  وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة انطلاقا من الثوابت الوطنية التي نصّ عليها اتفاق الطائف وأقرّها التعديل الدستوري الذي انبثق عنه.

وأبدى المجلس استغرابه من المماطلة والتسويف والتأخير وربما العجز لمعالجة قضية جوهرية تتعلق برمز السيادة اللبنانية والمؤتمن على وحدتها ودستورها .

وتساءل المجلس كيف يمكن لدولة تحترم نفسها أن تبقى سدة الرئاسة فيها معطلة ومؤسساتها الدستورية تنهار، وكيف تنظر دول العالم الى بلد بدون رأس .

وحثّ المجلس المسؤولين في الدولة على الاحتكام الى الضمير الوطني والمصالح الوطنية العليا والترفع عن الحسابات الحزبية الضيّقة والمصالح الشخصية، وإيلاء مصلحة لبنان العليا في السيادة والكرامة الوطنية فوق كل اعتبار .

ورأى المجلس أن أسوأ ما في تعطيل انتخاب رئيس للدولة يتمثل في معالجة هذا التعطيل بالتعطيل من قبل بعض القوى السياسية في لبنان. وهذا إساءة مزدوجة؛ أولاً في التعطيل بحدّ ذاته، وثانياً في كيفية العمل على معالجته .

وابدى مجلس المفتين حرصه على النازحين السوريين في لبنان وتسوية أوضاعهم القانونية، وعودتهم الآمنة الى بلدهم، والتعامل معهم كأشقاء وتسيير أمورهم وفقا للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء.  

وتوقف المجلس كذلك أمام استمرار الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة وسائر فلسطين وفي جنوب وعمق لبنان رغم قرارات الإدانة التي صدرت عن محكمة العدل الدولية .

ورأى المجلس في هذه الحرب الوحشية والهمجية حرب إبادة يتحدى فيها الكيان الصهيوني المجتمع الدولي ومواثيقه الإنسانية وقراراته، ودعا الدول العربية الشقيقة والإسلامية والدول الصديقة الى الضغط والعمل على وقف المجازر الصهيونية بحق غزة ولبنان والشعب الفلسطيني والمسارعة الى إدخال جميع المساعدات الإنسانية فورا الى قطاع غزة.

ورحّب المجلس بالقرار الأخلاقي الذي اتخذته إسبانيا وإيرلندا والنرويج بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ودعا بقية دول العالم الى أن تحذو حذوها إقراراً للحق والعدالة، واحتراماً للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة .

 

You May Also Like

استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار الذي قال بعد اللقاء: أحببت اليوم أن أقوم بزيارة سماحته، لأطلعه على التحضيرات التي تقوم بها وزارة الداخلية لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في كل لبنان، بدءًا بمحافظة جبل لبنان، ومن المؤكد أنَّ سماحته يعطي بركاته لكل الوطن، ويعطي توجيهاته دائمًا بالحفاظ على الوحدة في لبنان، وعلى إجراء الاستحقاقات الدستورية في وقتها، وعنده حرص على العملية الانتخابية أن تجري بسلاسة، وبكل دقة، وبدون أيِّ مشاكل، كما كان له لفتة خاصة لمدينة بيروت، وحرصٌ على المناصفة في المجلس البلدي القادم لمدينة بيروت، وهذا الأمر متروك طبعًا للقوى السياسية في مدينة بيروت. ووزارة الداخلية كما قلت سابقًا حريصة على إجراء الانتخابات في كلِّ لبنان، وفي مدينة بيروت، بكل نزاهة وشفافيَّة، وبكل حيادية من قِبلِ أجهزة الوزارة، والأجهزة الحكومية أيضًا، وفي الوقت نفسه أنا شخصيًّا كمواطن لبنانيّ، عندي حرص مثل سماحة المفتي، وكما تفضَّل على المناصفة في مدينة بيروت، وعلى العيش المشترك الذي هو نقطة القوة في بلدنا لبنان. إنَّ مسعى التوافق حاضر ومستمر، وسماحته يدعم هذا الشيء وهذا وهذا متروك للقوى السياسية في بيروت وللناخبين بأن يمارسوا حقهم بكل حرية ووعي، وبكل مسؤولية، حفاظاً على وحدة المدينة ودورها التاريخي كعاصمة وحاضنة لكل أبناء الوطن. فبسئل: هناك خوف من بعض المواطنين في لبنان، من تكرار العدوان الإسرائيلي على بعض المناطق، فهل هذا يؤثر على عملية الانتخاب؟ أجاب: بالطبع هناك تحديات أمنية تواجهنا من أجل إجراء الاستحقاق الانتخابيّ، كما تواجهنا هذه التحديات في كل أمور الحياة اليومية في لبنان، لكنَّ هذا لن يثنينا بتاتاً عن التزام إجراء الاسحقاقات في وقتها، وأولها الاستحقاق الانتخابي بدءاً بمحافظة جبل لبنان يوم الأحد. إنَّ وزارة الداخلية والحكومة تعملان وفقاً لأجندة الدولة اللبنانية، وليس لأيِّ جهة أو أجندة خارجية، “وتحديداً العدو الإسرائيلي.”

More From Author