قصيدة: “نور القيامة” بقلم حيدر الحسيني

قصيدة: “نور القيامة”

يا وجهَ نـورٍ شعَّ في الأيّـامِ

من صخرِ قبرٍ قامَ بالـإلهامِ

يا سيّدَ الدنيا، ويا سرَّ العُـلى

ويا فـدى الأرواحِ والأحلامِ

قمتَ من الموتِ العظيمِ منوَّرًا

تهدي القلوبَ بنبضكَ المقدامِ

عيدُ الفِصاحِ بدمِّكَ انبلجَ الضيا

وانهارَ حقدُ الشرِّ والأوهامِ

يا من سكبتَ النورَ في أعماقِنا

كالماءِ يهمي في فلاةِ ظلامِ

يا مُصلحَ الإنسانِ من ضعفِ الهوى

يا طِيبَ جرحٍ في يدٍ وسهامِ

مدّيتَ كفّك، ما فرقتَ بطائفةٍ

بل كنتَ حبًّا شامخًا بسلامِ

واليومَ نُكملُ ما بدأْتَ بوحدةٍ

ونضمُّ بعضَ القلبِ للأرحامِ

من كلِّ دارٍ نرتجيك قيامةً

تجمعْ رُبى الأرثوذكسِ والرومِ

والكاثوليكُ تهتفُ باسمكَ ساجدًا

والإنجيليُّ يبتهلُ بانتظامِ

مارونيٌّ يهتفُ: “يسوعُ لنا

ضوءُ النجاةِ وسُفنُ الإكرامِ”

والمشرقيُّ بدمعهِ متبتّلٌ

يسقي الرجاءَ برقةِ الأنغامِ

حتى البروتستانتُ في كنائسِهم

يصلّونَ باسمكَ دونَ انقسامِ

ونباركُ الشيعيَّ في أفراحِه

نبعثْ سلامًا صافياً بتمامِ

يا ربَّنا، نحنُ الشعوبُ وإن نمت

في الطينِ، نرجو قبلةَ الإكرامِ

✒️بقلم حيدر الحسيني

You May Also Like

More From Author