بتخنيه تعلن أول “حمى وقفية” في لبنان ضمن جهود حماية البيئة والتنمية المستدامة

بتخنيه تعلن أول “حمى وقفية” في لبنان ضمن جهود حماية البيئة والتنمية المستدامة

بيروت في 17 آذار 2025

في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، أعلنت جمعية حماية الطبيعة في لبنان، عن تصنيف أول “حمى وقفية” في بتخنية في محافظة جبل لبنان. يأتي هذا القرار ضمن الجهود المستمرة للحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة في لبنان، حيث تُعد بتخنيه الحمى رقم 34 في البلاد، مما يعزز شبكة الحمى القائمة على المستوى الوطني. وتندرج هذه المبادرة ضمن إطار مشروع “بيوكونكت”، الممول من الاتحاد الأوروبي، والذي يهدف إلى تعزيز الممارسات البيئية المستدامة وزيادة المرونة البيئية والاقتصادية في المنطقة.

مبادرة لحماية البيئة والتنوع البيولوجي

في اجتماع رسمي عُقد بتاريخ 13 آذار 2025، اتخذت لجنة إدارة الأوقاف في بتخنيه قراراً تاريخياً يقضي بتخصيص العقارات رقم  987، 989، 990، 991، 1002، 759، 766، و761 في منطقة بتخنيه العقارية كمنطقة حمى، وهي منطقة تقليدية للحفاظ على الطبيعة بإدارة المجتمع المحلي. يهدف هذا المشروع إلى حماية التنوع البيولوجي المحلي وتعزيز التنمية الريفية المستدامة.

وقررت لجنة الوقف إنشاء هذه الحمى بالشراكة مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، الشريك الوطنية لمنظمة بيردلايف إنترناشيونال (BirdLife International)، وبلدية بتخنيه. وستوفر جمعية حماية الطبيعة في لبنان الخبرة التقنية والدعم الاستشاري، من خلال تقديم المساعدة في التدريب، وبناء القدرات، وتطبيق ممارسات الإدارة المستدامة.

وتندرج هذه المبادرة ضمن تعهدات لبنان حماية 30 % من الأراضي بحلول عام 2030، بحسب مقررات مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي “COP15” في مونتريال في العام 2022. وبموجب الاتفاقية، توافق كل دولة مشاركة على تحقيق أكثر من 20 هدفًا بيئيًا بحلول نهاية العقد، والشرط الرئيسي هو ما يسمى بخطة 30×30 لحماية 30 % على الأقل من الأراضي والمياه الداخلية والمناطق الساحلية بحلول عام 2030، ويشكل ذلك الأساس لاتفاقية دولية مماثلة لاتفاق باريس للمناخ لعام 2015.

الإطار القانوني لحماية الحمى والمناطق الطبيعية في لبنان

يشكل القانون رقم 130 الصادر عن البرلمان اللبناني بتاريخ 30 نيسان 2019 الاساس القانوي لتعرف الحمى في لبنان. وتحدد المادة الثالثة من هذا القانون الأحكام العامة لانشاء المنطق المحمية وتصنيفها وادارتها على الشكل التالي:

1 – المحمية الطبيعية: إن الأحكام التي ترعى إنشاء وادارة المحميات الطبيعية منصوص عنها في الفصول الثاني والثالث والرابع من هذا القانون.

2 – المنتزه الطبيعي: ينشأ المنتزه الطبيعي بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناءً على اقتراح وزيري الداخلية والبلديات والبيئة المبني على طلب البلديات و/أو اتحادات البلديات المعنية. تدير المنتزه الطبيعي لجنة تتمتع بالاستقلال الاداري والمالي، وتشكل هذه اللجنة وفق أحكام المرسوم المنصوص عنه في البند ب – من الفقرة 2 من هذه المادة.

3 – الموقع أو المعلم الطبيعي: تطبق على المواقع أو المعالم الطبيعية أحكام القانون الصادر في 8 تموز 1939 (حماية المناظر والمواقع الطبيعية في لبنان)، وتُستبدل عبارتا «وزارة الاقتصاد الوطني» و«وزير الاقتصاد الوطني» أينما وردتا في القانون المذكور بعبارتي «وزارة البيئة» و«وزير البيئة».

4 – الحمى:  تنشأ الحمى بقرار من المجلس البلدي أو بقرارات من المجالس البلدية التي تقع الحمى في نطاقها. أما في القرى التي لم تنشأ فيها بلديات فتحدد الحمى بقرار من القائمقام مبني على اقتراح المختار أو المخاتير. يضع المجلس البلدي أو القائمقام في حال القرى التي لم ينشأ فيها بلديات خطة لإدارة الحمى.

الربط بين الطبيعة، الثقافة، والمجتمع

بالإضافة إلى دورها البيئي، ستساهم حمى وقف بتخنيه في ربط التراث الطبيعي والثقافي في لبنان، حيث تقع منطقة  الحمى ضمن حوض نهر بيروت وربطها بمواقع الحمى الأخرى عبر برنامج دروب الحمى. كما سيدعم هذا المشروع المزارعين المحليين من خلال برنامج مزرعة الحمى، وسيمكن الشباب الناشطين بيئيًا عبر برنامج حماة الحمى، وسيساهم في تمكين النساء وخلق فرص عمل من خلال سوق الحمى.

ضمن إطار تعزيز التعليم البيئي والتفاعل مع الطبيعة، سيتم تنفيذ برنامج SNOW- School with No Walls مدرسة بلا جدران في حمى وقف بتخنيه. يهدف هذا البرنامج إلى تعليم الأطفال والشباب مناهج بيئية مفتوحة في الهواء الطلق، مما يعزز علاقتهم بالطبيعة ويعزز لديهم حس المسؤولية البيئية.

من خلال هذا النهج الشامل، تهدف حمى وقف بتخنيه إلى أن تكون نموذجًا رائدًا في الحفاظ على البيئة، والتنمية الريفية، وصون التراث الثقافي، مما يضمن حماية التنوع البيولوجي والتقاليد المحلية للأجيال القادمة.

بتخنيه: نموذج بيئي فريد في قلب لبنان

مع هذه المبادرة الرائدة، تضع بتخنيه نموذجًا جديدًا في لبنان لحماية البيئة، تعزيز السياحة البيئية، وإحياء المجتمعات الريفية. يمثل إعلان الحمى الوقفية التزامًا قويًا تجاه حماية التنوع البيولوجي وصون التقاليد المحلية، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

تشتهر بتخنيه، الواقعة في جبال لبنان، بهندستها المعمارية ذات الطابع الإيطالي، مناظرها الطبيعية الخلابة، وغاباتها الشاسعة التي تُغطي 60% من أراضيها، وتزدهر بفضل التربة الرملية الفريدة التي تميز المنطقة. تُعتبر غابات الصنوبر في بتخنيه مصدرًا حيويًا لرزق المجتمع المحلي، كما تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي.

لا يُعتبر مشروع حمى أوقاف بتخنيه مجرد محمية بيئية، بل هو مشروع مجتمعي يربط بين الطبيعة والثقافة والتنمية. وتتمحور هذه المبادرة حول دعم وتمكين المجتمع المحلي من خلال برامج عدة، منها:

  • برنامج مزرعة الحمى لدعم المزارعين المحليين وتعزيز الاستدامة الزراعية.

  • برنامج حماة الحمى لإشراك الشباب في العمل البيئي وإعداد قادة المستقبل في مجال الحفاظ على الطبيعة.

  • سوق الحمى الذي يوفر فرص عمل للنساء عبر دعم المنتجات المحلية والحرف اليدوية.

لمحة عن مشروع بيوكونكت

يمثل مشروع بيوكونكت، الممول من الاتحاد الأوروبي، مبادرة تهدف إلى تحسين إدارة وحوكمة المواقع البيئية المهمة في جنوب لبنان، وإنشاء مناطق محمية جديدة للحفاظ على المناظر الطبيعية والتنوع البيولوجي على نطاق واسع. يدعم الاتحاد الأوروبي استقرار لبنان، استقلاله، سيادته، وازدهاره، كما يسعى إلى حماية البيئة والموارد الطبيعية عبر دعم المشاريع المستدامة والتنموية.

 

لمحمة عن جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)

جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) هي منظمة غير حكومية تأسست عام 1983، وتُعد الشريك الوطني لـ “بيردلايف إنترناشونال” في لبنان. تعمل الجمعية على حماية التنوع البيولوجي والبيئة الطبيعية في لبنان من خلال نهج مستدام ومجتمعي. وحماية المناطق الطبيعية وتعزيز الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. إدارة شبكة الحمى، وهي نظام تقليدي لإدارة الموارد الطبيعية بالتعاون مع المجتمعات المحلية. تعزيز السياحة البيئية من خلال مبادرات تربط بين الطبيعة، الثقافة، والمجتمع. توعية المجتمع حول أهمية البيئة عبر برامج تعليمية وتدريبية. دعم التنمية المستدامة من خلال مشاريع تعزز الزراعة العضوية والحرف التقليدية.

You May Also Like

More From Author