عُمرُك الحقيقي .. ليس ما مضى، بل ما صنعت!
بقلم د : خالد السلامي
حين ينساب الزمن من بين أصابعنا كحبات الرمل الناعمة، يعتقد الكثيرون أننا نعيش أعمارًا طويلة لمجرد أننا نجتاز السنوات، ونرى عقارب الساعة تدور. لكن الحقيقة العميقة هي أن الحياة ليست مجرد تراكم أيامٍ وليالٍ؛ بل إنّ جوهرها الحقيقي يكمن فيما نصنعه من إنجازات، وفيما نزرعه من قيمة في نفوسنا وحياة الآخرين.
تُرى، كم من إنسانٍ يعيش عشرات السنين، ثم إذا سألته: ماذا أنجزت؟ أو ماذا أضفت للعالم؟ تراه يتلفّت حائرًا بلا جواب. وكم من شابٍ قصير العُمر، إذا تأملتَ ما قدّم تجده قد ترك بصمةً لا تُمحى، ونورًا يضيء طريق من بعده، كأنه عاش ألف حياةٍ في حياةٍ واحدة.
العُمر الحقيقي لا يُقاس بالأيام التي نقضيها في التنفس واليقظة والنوم، إنما يُقاس بما نتركه من أثر. إنَّ الزمن ليس سوى ظرفٍ عابر، أما الفعل فهو الخالد. ولأن الحياة قصيرة مهما طالت، فإن ما يبقى من الإنسان بعد رحيله هو العمل الطيب، والكلمة الصادقة، والأثر الحسن الذي لا تُمحيه تقلبات الأيام.
إن الإنسان عندما يمنح أيامه معنى وقيمة، يشعر بأن كل لحظة تمر من حياته هي استثمارٌ لوجوده على هذه الأرض. يصبح كل يوم فرصة لإضفاء جمالٍ على العالم من حوله، أو فرصةً لتخفيف ألم أو رسم ابتسامة على وجهٍ حزين. وكلما زادت هذه الفرص استثمارًا، زاد الإنسان عُمقًا وأصالةً وكبرًا في الحياة الحقيقية التي لا علاقة لها بعمره الزمني.
وفي تأملنا لأحوال البشرية، نجد أن الذين سجل التاريخ أسماءهم لم يكونوا الأكثر عمرًا، بل كانوا الأكثر فاعليةً وتأثيرًا. لم يخلد التاريخ يومًا أحدًا لأنه عاش أكثر، بل لأنه أعطى أكثر. لا يقف الزمان أمام ساعات عمرك احترامًا، لكنه ينحني أمام قوة إرادتك، وإبداع فكرك، وجمال روحك التي جعلت منك إنسانًا استثنائيًا.
كيف تجعل عمرك طويلاً في معناه؟ اجعل من كل يومٍ حكايةً رائعةً تستحق أن تُروى. أبدع في مجالك الذي اخترت، ولو كان بسيطًا، واملأ قلبك بالشغف تجاه الأشياء التي تحبها، ثم شارك الآخرين هذا الشغف، وسترى أن أيامك تتحول من مجرد أرقام إلى صفحات خالدة في دفتر الحياة.
لا تقبل أن تكون مجرد رقمٍ عابر، أو اسمًا منسيًا، أو ظلًا يختفي عند أول غروبٍ للشمس. قرر اليوم أن تجعل عمرك الحقيقي قائمًا على إنجازاتك، على عطائك، وعلى محبة الآخرين واحترامهم لك. قرر أن تترك خلفك أثرًا يجعل من حياتك حياةً طويلة الأمد، حتى وإن كانت سنواتها قليلة.
الطريق إلى حياةٍ ذات قيمة، يبدأ حين تدرك أنك مسؤول عن منح أيامك معناها. لا تنتظر الظروف المثالية كي تبدأ، بل ابدأ الآن. لا تعتمد على طول الأجل الذي قد يأتي أو لا يأتي، بل انطلق معتمدًا على قوتك الداخلية وإيمانك بأن قيمتك الحقيقية تتجاوز حدود الزمان والمكان.
حين تقرر أن تكون إنسانًا ذا قيمة، تتغير نظرتك للحياة، وترى الأمور بطريقةٍ مختلفة. ستدرك وقتها أنك لا تملك سوى هذه اللحظة الحالية، وأن كل ثانية تمر دون أن تصنع شيئًا قيّمًا هي خسارةٌ لا تعوض. وسيصبح هدفك أن تجعل من حياتك رحلةً رائعةً يُشار إليها بالبنان، رحلة ملؤها العطاء والإبداع.
ختامًا، اجعل من عمرك لوحةً فنيةً مرسومةً بريشة أفعالك النبيلة، وألوان روحك الجميلة. لا تسمح للأيام أن تأخذ منك أكثر مما تمنح، واجعل من مرور الزمن وسيلةً لكتابة تاريخٍ يليق بك. فعمرك الحقيقي لن يبدأ من يوم مولدك، ولن ينتهي بموتك، إنما سيبدأ من اليوم الذي تقرر فيه أن تعيش لتصنع أثرًا لا يُنسى
المستشار الدكتور خالد السلامي .
رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة
عضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والقانون الدولي وممثل رسمي للمركز في دولة الإمارات العربية المتحدة كما. حصل على “جائزة أفضل شخصيه تأثيرا في الوطن العربي ومجتمعية داعمه ” لعام 2024
حصل المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم .
وحاصل أيضًا! على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي لعام 2023 ؛ ويعد” السلامي “عضو اتحاد الوطن العربي الدولي وعضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والقانون الدولي .والممثل الرسمي للمركز في دولة الإمارات العربية المتحدة
كما حاصل على “جائزة أفضل شخصيه مجتمعية داعمه “وذلك لعام 2024 وعضو في المنظمه الامريكيه للعلوم والأبحاث.
ويذكر أن ” المستشار خالد “هو رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021.