قيومجيان: أكبر خطأ هو ربط مصير لبنان بما يحصل في الإقليم

قيومجيان: أكبر خطأ هو ربط مصير لبنان بما يحصل في الإقليم

شدّد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق د. ريشار قيومجيان على أن “بعد 50 عاماً على إندلاع الحرب الأهلية التي عشناها ونعيشها بأشكال مختلفة ولا تزال مستمرة، آن الأوان لأن يرتاح اللبنانيون فهم توّاقون للعيش بحرية وبحبوحة بلا حرب. كما آن الأوان بكل بساطة لأن يطرح ملف سلاح “الحزب” جدّياً ويسلم الى الدولة”.

وفي مقابلة ضمن برنامح “أحاديث في حديث” عبر “صوت كل لبنان”، أشار الى أن هناك ثلاثة ملفات مطروحة اليوم وهي السلاح والإصلاحات وملف إعادة الإعمار ليس فقط الجنوب بل كل البلد من بنى تحتية وطرقات الخ، مضيفاً: “قيام دولة في لبنان يقتضي بأن ننتهي من سلاح “الحزب” نهائياً خصوصاً مع سقوط كافة المبررات. فهو لم يأت بنتيجة ايجابية وفقد مبرّر وجوده. هذه المطالبة نابعة من مصلحة لبنان وليس بسبب المطالبة الاميركية او الإسرائيلية بذلك”.

قيومجيان أكّد أن “على لبنان تقرير ما يريد وكل ما يطرح حول الاستراتيجات الدفاعية هو تأجيل لتسليم السلاح ويخفي نوايا سيئة”. أردف: “وضع “الحزب” نفسه بالزاوية بحيث اباح لإسرائيل بأن تقوم بما تقوم به، بالتالي لم يعد أمامه خيار سوى الوقوف خلف الدولة. إذا كان لدى “الحزب” رغبة لتسليم السلاح فهذا إيجابي كما فعلنا كـ”القوات اللبنانية” في الـعام 1991. يجيب تنفيذ ما يترتّب علينا من اتفاق وقف إطلاق النار وأن يرى الوصي على هذا الاتفاق أي الأميركي ذلك وبالتالي فلا يبقي السلاح ذريعة لإسرائيل”.

كما جزم بأن “القوات اللبنانية” لن تشارك بأي حوار حول سلاح “الحزب”، موضحاً: “الحوار على ماذا وللوصول الى أي نتائج؟ إذا ترأس رئيس الجمهورية جوازف عون طاولة لبحث تطوير النظام اللبناني حكماً نشارك بها. أما إذا خصصت لبحث سلاح “الحزب”، فلا حاجة لذلك وحكماً لن نشارك بها. ثمة قرارات اتخذت بشأن تسليم السلاح وبسطة سلطة الدولة فلتنفذ بدءاً مما نص عليه اتفاق الطائف والقرارات الدولية وصولاً الى اتفاق وقف إطلاق النار وخطاب القسم والبيان الوزاري”.

تابع: “إذا أراد مجلس الدفاع الأعلى أن يحاور “الحزب” حول مكان وضع السلاح وما إذا كان سيُرَد الى إيران فيمكن أن يحصل ذلك. ٦ اشهر مدة أكثر من كافية لتسليم السلاح والمعادلة هي كلما أسرع الجيش اللبناني ببسط سلطته كلما أتت المساعدات بشكل اسرع”.

كذلك، حذّر قيومجيان من أن “أكبر خطأ هو ربط مصير لبنان بما يحصل في الإقليم وبغض النظر عن نتائج المفاوضات الإيرانية – الأميركية وبالتالي لا رابط بين الأمرين ومهما كانت نتائج المفاوضات ففي لبنان الأمر محسوم”.

أضاف: “على “الحزب” أن يتخذ العبر مما حصل في طوفان الأقصى. ففي خضّم الحرب على لبنان وفي وقت كان أبناء الجنوب يقتلون كانت إيران تقوم بمصلحتها العليا وتفاوض “من تحت الطاولة”. منذ 27 تشرين الثاني 2024 دخلنا العدّ العكسي لتسليم سلاح “الحزب” وإضاعة الوقت ليست لمصلحة لبنان وبالتالي مع تسليم السلاح ستكون لدى الدولة اللبنانية ورقة قوية للضغط على إسرائيل من اجل وقف انتهاكاتها”.

ردّاً على سؤال، أجاب: “جميع الموفدين الدوليين باتوا يعلمون جيداً بأن في لبنان فريق ثابت على موقفه ما أعطى المصداقية لـ”القوات اللبنانية” منذ عشرات السنين. بالتالي يأتون لزيارة الدكتور سمير جعجع للاطلاع على رؤيته وتقييمه للأوضاع في لبنان والمنطقة. لا نخفي سراً بأن بعض الموفدين وفي فترات سابقة كانوا يأتون ويطلبون منا المسايرة بملفات والقبول بطروحات معينة وهذا ما كنا دائماً نرفضه”.

في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال: “سياسياً ودبلوماسياً نحن في طليعة الداعمين للقضية الفلسطينية ونحن مع حل الدولتين ولكن استعمال لبنان كنقطة انطلاق للعمليات العسكرية على إسرائيل أدى الى كوارث. الفت الى أن جعجع تعمّد أن يجلس السفير الفلسطيني على الطاولة الرئيسية خلال الإفطار الرمضاني في معراب في دلالة لدعم الموقف الفلسطيني والقضية الفلسطينية”.

كما اعتبر أن “فريق الممانعة “راكض ورا الأميركي” كي يتوصل الى اتفاق هدنة لأنهم رأوا أن قرى الجنوب دمرت ولأنهم وقفوا عاجزين امام الآلة العسكرية الإسرائيلية، مضيفاً: “الموفدون الأميركيون يأتون لمتابعة نتائج الاتفاق والشق الثاني ملف الإصلاحات وملف إعادة الإعمار ومساعدة لبنان بإعادة بناء بناه التحتية. الإصلاحات قد تكون مطلباً خارجياً الا أنها في الاساس حاجة لبنانية”.

ختم قيومجيان: “الزيارات الخارجية التي يقوم بها الرئيسان عون وسلام تصب لمصلحة لبنان وبين لبنان وسوريا ملفات كثيرة على رأسها ملف اللاجئين يجب بحثها. الوضع في سوريا تغير وبات لديهم حكومة جديدة وبالتالي على النازحين العودة”

You May Also Like

More From Author