جسر بين العقول والأسواق في الجامعة الأميركية في بيروت الابتكار والبحث في سبيل لبنان مستدام

جسر بين العقول والأسواق في الجامعة الأميركية في بيروت: الابتكار والبحث في سبيل لبنان مستدام

عقد مركز البحث والإبتكار والابداع في كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت أول مؤتمر بعنوان “جسر بين العقول والأسواق” لاستكشاف كيف يمكن للأكاديميا أن تدعم بنشاط نمو لبنان الصناعي من خلال الابتكار والبحث وتطوير القوى العاملة. المشاركون، من الجامعة الأميركية في بيروت، ومن الدولة، ومن بعض الصناعات الرائدة في لبنان، تناقشوا في كيف يمكن للجامعات أن يكونوا شركاء موثوقين في اجتراح حلول محلية، ونقل التكنولوجيا، ودعم التطويرات المحلية.

في كلمته الافتتاحية، قال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، “في حين أن المسافة لا تزال تباعد بين الأكاديميا والصناعة، فإن هذا المؤتمر هو دعوتنا لتجاوز المبادرات المتبعثرة والاتجاه نحو المزيد من التغييرات النُظُمية ونحو بُنى تحتية رسمية للتعاون والتسريع”.

 

وشدّد الرئيس خوري أيضاً على أهمية التعاون بين الدولة والصناعة والجامعات قائلا، ” لقد أثبت نموذج الحلزون الثلاثي للابتكار الذي يجمع القطاع العام والقطاع الخاص والأكاديميا أنه عالي الفعالية في مواقع غير لبنان. ولبنان يحب ان يشكل نموذجه الخاص المنبثق من سياقه، ولكن المدفوع بالطموح المشترك وبالإيمان بان هذا البلد سيصبح وطناً مستداماً أعدل وأكثر اشتمالية للجميع”.

 

متناولاً تاريخ لبنان المديد في خسارة ألمع عقوله، قال الرئيس خوري عن الشباب اليوم، “بينما يستعد الكثيرون للهجرة، مشكّكين بدورهم في مستقبل لبنان، فإننا إذا تمكّنا أن نوضح لهم أن التعليم يدرّ الوظيفة والفرصة وحتى القيادة… فإن المزيد والمزيد منهم سيختارون البقاء.” وقد تم الأخذ بهذه الفكرة من قبل متحدّثين آخرين، اقترحوا التعاون الوثيق مع لبنانيي المُغترَب، الجاهزين لاستثمار الأموال ووضع خبراتهم في الابتكار ومعارفهم وشبكاتهم في خدمة لبنان.

وأجمع المتحدثون على أنه خلال أزمة لبنان الاجتماعية والاقتصادية التي استمرّت خمس سنوات، كانت الصناعة من بين القطاعات القليلة، إن لم تكن القطاعات الوحيدة، التي تجنّبت تسريح العمال. ورأوا أن قطاعات رئيسية مثل الزراعة والأغذية، والأدوية، والتوضيب، والانتاج، والمجوهرات، يمكن أن تستفيد من التعاون مع الأوساط الأكاديمية. المشاركون أيضا أبرزوا التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي كأولويات ناشئة.

وشدّدت المناقشات على أن معظم الشركات الصناعية اللبنانية هي شركات صغيرة ومتوسطة الحجم تحتاج إلى الحماية والدعم. ولاحظ المشاركون أنه بغضِّ النظر عن حجم الشركات، فعندما يتعلّق الأمر بالصناعة، لا يتوجّب على لبنان فقط تلبية احتياجات سكانه الأربعة ملايين، بل أيضاً سكان الشرق الأوسط بأكمله، وهم يضمون ما لا يقل عن نصف مليار مستهلك.

ولفت المشاركون إلى أن الدولة لديها أيضاً دورٌ مهمٌ تلعبه في تشجيع الصناعة، وهو ما لم يحصل منذ التسعينيات؛ وهم سلطوا الضوء على أن الضرائب وتكاليف الإنتاج لا تزال مرتفعة جداً خاصة بالنظر الى فواتير استهلاك الكهرباء، وإدارة النفايات والاستحواذ على الأراضي.

ولفت المتحدثون إلى أنه لا صناعة من دون ابتكار، ولذا فإن إجراء الأبحاث أمر بالغ الأهمية، وهو المجال الذي يمكن أن تساهم به الأكاديميا. وأكدوا على أهمية التعاون، وأخذ احتياجات الصناعات المحلية في الاعتبار لتطوير برنامج دراسي جامعي يوائم هذه الاحتياجات ولتكوين حاضنات في الحرم الجامعي. وأعطيت أمثلة على ذلك مثل وادي السيليكون.

ومن الذين تناولوا هذه النقطة الدكتورة كارول أبي كرم، المديرة العامة لـشركة فارمالاين، والتي قالت، “نحن نعمل في قطاع من الابتكار والابحاث، لذلك نحن بحاجة إلى رعرعة ابداعاتنا وتحسينها بشكل مستمر، مع علاجات مبتكرة ومتقدمة. وهنا نحن نحتاج إلى الدعم – ولكن الدعم العملاني – من الجامعات، في مشاريع الأبحاث التطبيقية، إلى جانب الأبحاث المنشورة. وقالت إن المنشورات مهمة لصناعة الدواء كما هي مهمة للجامعات”.

وفي حلقة نقاش أخرى، قال وزير الصناعة جو عيسى الخوري، “لنجاح تحويل الأبحاث إلى حلول صناعية قابلة للحياة تجاريًاً، يجب أن تعمل ثلاثة ركائز معاً: الأفكار والأشخاص والتمويل. تبزغ الأفكار من الصناعات المحلية والدولية، والشركات الناشئة، والأفراد. الجامعات – بدءاً من نظام التعليم المبكر – تلعب دوراً في إعداد المواهب الفذّة لتلبية احتياجات الصناعة هذه. وعندما تتحاذى النُظُم الأكاديمية القوية مع الصناعات المبتكرة، يتبع التمويل بشكل طبيعي”.

وتضمّن المؤتمر أيضاً متحدثين مثل عميد كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت فارس دحداح والعميد المشارك وسام راجي، والرئيس التنفيذي لشركة صناعات التغليف العامة فادي عبود؛ ورئيس مجلس إدارة الشركة العصرية اللبنانية للتجارة وليد عساف، ورئيس مجلس إدارة شركة ضاهر فودز ميشال ضاهر؛ والرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة شركات إندفكو نعمة افرام، والرئيس الفخري لشركة جميِّل اخوان فادي جميِّل؛ والمنسقة الوطنية للتواصل في برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) ندى صبرا، ورئيس المجلس التنفيذي في إيرالب زياد شماس، ورئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين سليم الزعني. وتم تنسيق النقاشات من قبل البروفيسور حسام الراسي والبروفيسور ربيع تلحوق والبروفيسورة تانيا حداد.

You May Also Like

More From Author