مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة يطلق المرحلة الثانية من الدورة التدريبية حول الحفظ الإنشائي للمباني التراثية
“تأتي الدورة التدريبية كاستجابة موضوعية للحاجة الملحة لتعزيز المهارات العملية بهدف الحفاظ على التراث المبني في المنطقة العربية”
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة – 25 مايو/أيار 2025 – انطلقت اليوم نشاطات المرحلة الثانية من الدورة التدريبية المتقدمة عبر الإنترنت، التي ينظمها المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية، إيكروم ومركزه الإقليمي في الشارقة، بعنوان “الحفظ الهيكلي للتراث المبني.” وتتوجه هذه الدورة بشكل خاص للمرممين الإنشائيين والمعماريين في المنطقة العربية، حيث ستتواصل نشاطاتها لغاية 4 يونيو/حزيران 2025، ويشارك فيها نحو 300 متدرباً من 27 دولة من المنطقة العربية والعالم، ما يسلط الضوء على الالتزام الإقليمي والعالمي بالحفاظ على تراثنا المعماري.
تهدف هذه المرحلة، التي تأتي بعد نجاح المرحلة الأولى التي تم تنظيمها أواخر العام الماضي، إلى دعم المتخصصين في مجالات الحفظ الإنشائي للهياكل والمباني التراثية ونظرياتها وتقنياتها المتقدمة، وإغناء مهاراتهم العملية بهدف الحفاظ على التراث المادي. كما تلبي المواضيع والتجارب المدرجة في هذه الدورة احتياجات شريحة واسعة من التخصصات، بما في ذلك المهندسين المعماريين، والخبراء المعنيين بالحفاظ على البيئة المبنية، وطلاب وخريجي كلية الهندسة المدنية والانشائية، ومديري مواقع التراث الثقافي، والمخططين الحضريين. يلعب كل من هؤلاء المهنيين دورا مهما في حماية مواقعنا التاريخية، وضمان استمرارها للأجيال القادمة.
عند إتمام هذه الدورة سيتعلم المشاركون:
- التقنيات والمنهجيات الضرورية اللازمة للحفاظ على القيمة التاريخية للمباني التراثية وتعزيز سلامتها الهيكلية.
- اتقان الحسابات الإنشائية والنمذجة في سياقات الحفظ،
- الالمام بالمهارات العملية لتصميم وتنفيذ تدخلات هيكلية محددة.
- كما سوف يتعمق المشاركون في موضوعات مهمة مثل تقنيات التقييم والتشخيص الإنشائي المتقدمة.
- وسيتم استعراض عدد من التجارب العملية ودراسات الحالة الواقعية، ما يوفر رؤى ثمينة لكيفية تطبيق الأفكار والمعلومات النظرية بشكل عملي وفعال،
يدير هذه الدورة التدريبية م. أنور سابق، مسؤول مشاريع الاستشارات الفنية وبرامج التدريب في مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة، الذي يشير إلى أن “هذه الدورة تقدم أكثر من مجرد فرصة تعليمية. فهي بمثابة استجابة موضوعية للحاجة الملحة لتعزيز المهارات العملية بهدف الحفاظ على التراث المبني في المنطقة العربية”. ويضيف: “تجمع الدورة بين المهارات التقنية والتطبيقات العملية، باستخدام دراسات حالة لخلق تجربة تعليمية شاملة للمتخصصين في مجال الحفاظ.”
ويضيف بأن “هذا النوع من التدريب المتخصص ذو قيمة خاصة في المنطقة العربية، حيث تواجه العديد من المبان التاريخية ومواقع التراث تهديدات حقيقية نتيجة للكوارث الطبيعية والتعديات البشرية والإهمال، ما يتطلب تدخلا هيكليا عاجلا. وستكون الخبرة المكتسبة من هذا التدريب مفيدة في حماية هذه الأصول التي لا يمكن الاستغناء عنها”.
يحاضر في هذه الدورة كل من الدكتور المهندس مروان الهيب والدكتور المهندس أيمن حرز الله، وتربو خبرة الدكتور مروان الهيب عما يزيد عن 41 عامًا في الهندسة الانشائية وتقييم المخاطر، وهو مدير مشاريع ومدرس وباحث في جامعة لورين في فرنسا، وخبير في ترميم وصيانة المباني التاريخية باستخدام التقنيات المتقدمة والنمذجة الانشائية في عدة دول من بينها مصر، وسوريا، ولبنان، وليبيا، والعراق، وفرنسا، وعمان، والمملكة العربية السعودية.
أما الدكتور المهندس أيمن حرز الله، من مؤسسة غروتشي في إيطاليا، فهو محترف يتمتع بخبرة واسعة في التصميم الإنشائي والزلزالي، فضلاً عن تدعيم وترميم المباني التاريخية والفنية والأثرية. ويحمل شهادة في الهندسة المعمارية تخصص الهندسة الإنشائية، ودرجة الماجستير في التصميم المعماري من جامعة روما “لا سابينزا”.
تتبنى هذه الدورة التدريبية منهجية ديناميكية، وتتضمن أنشطة متنوعة كالمحاضرات والأمثلة العملية. وسيتمكن المشاركون من طرح تساؤلاتهم على متخصصين في الحفاظ على المباني والهياكل التاريخية وخبراء من ذوي الاهتمامات المشتركة في المنطقة العربية والعالم، ما يُعزز بيئة تعليمية مميزة. ولضمان الإجابة على استفسارات الجميع، لذلك ستُخصص جلسة خاصة للإجابة على أسئلة المشاركين من جميع التخصصات في نهاية الدورة.
يذكر أن هذه الدورة التدريبية هي جزء من برنامج التدريب وتأهيل القدرات في مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة، والذي يهدف إلى تزويد المهنيين بالمعرفة النظرية والمهارات العملية للحفاظ على مواقع التراث الثقافي وإدارتها. ويشمل هذا البرنامج مكونين الأول هو التأهيل الأكاديمي البحثي من خلال ماجستير إدارة حفظ التراث الثقافي بالتعاون مع جامعة الشارقة، والثاني هو التأهيل الاحترافي العملي للمهارات من خلال الدورات التدريبية الموسمية، والتي تغطي جوانب مختلفة من تقنيات ومواضيع الحفاظ على التراث الثقافي، بما في ذلك التقنيات والمواد واستراتيجيات الإدارة، ما يضمن أن المشاركين يمكنهم تطبيق ما تعلموه بشكل فعال في سيناريوهات العالم الحقيقي.