في عينيكِ وفاء يشبه وجعي

في عينيكِ وفاء يشبه وجعي

(إلى أ. د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة)

بقلم: أحمد خضر إبراهيم (أحمد البرو)/ العراق

في البدء أدهشني جمالك كوميض برق في صيف صامت كنت كطلعة القمر الأولى، لا يُشبهك شيء وجهك لا يمرُّ في العيون، بل يسكنها ،كأنك خُلقتِ لتربكي قوانين الجاذبية أحببتك، دون أن أقرر ذلك، لكن الدّهشة الكبرى لم تكن في الملامح بل حين رأيتك على أطراف الحديث تهربين من المواجهة بخفة سمكة تعوم في بحيرة من الذكاء تتفادين القسوة، وتترفعين عن الطّيش، كأنك لا تنتمين لهذا الضّجيج فوق الجميع أنتِ، بهدوئك، برقيّك، بصمتك الجميل ثم قرأتك.

يا لروعة الحرف حين يشفّ عن روح !يا لعمقك حين تنثرين الحنين كالعطر! قرأتك، فوقعتُ في حبّك من جديد،

لكن أقصى لحظات التعلق كانت حين تحدثتِ عن أمك، وعن الوداعة التي غابت، عن الحبّ الذي لم يغب كان في صوتك بكاء خافت وفي عينيك حنين مقيم أحببتك أكثر؛ لأنّك أحببتِ أمكّ كما أحبُّ أنا أمّي؛ لأنّك حملتِ وفاءً يشبه وجعي ،وبكاءً يشبه انتمائي.

أحببتك يا كلّ النّساء ؛لجمالك، لدهائك، لصوتك الذي يختبئ فيه الشّوق، ولأنّك امرأة حين تُحبّ أمها تصير وطنًا لا يُغادر.

You May Also Like

More From Author