بو عاصي: “كرافات” برّي مكلّفتنا قد سلاح “الحزب”
أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن الاعتداء على اليونيفيل التي ترمز للقرار 1701 يعكس استمرار نية وقدرة “الحزب” على التفرّد في القرار، مشدّداً على أن “المسؤولية الأولى عما يجري تقع على عاتق الدولة التي عليها ان تنتشر في كل بقعة من لبنان وهذا واجبها الأخلاقي والسياسي الطبيعي”.
وفي مقابلة عبر منصة “البديل” مع الصحافي مروان الأمين، دعا الدولة الى التوقف عن إضاعة الوقت في تدوير الزوايا تحت حجة تفادي الاصطدام بـ”الحزب”، موضحاً: “عليها ان تقوم بواجباتها وإن واجهها “الحزب” او عرقل عملها يتحمل هو مسؤولية أي إصطدام”.
في ما يتعلق بالدعوات الى الإسراع بالاعمار، قال بو عاصي: “منذ التسعينات حتى اليوم وهم يطالبون بإعادة الاعمار في حين ان الحاجة لاعادة الإعمار سببها الدمار. صحيح ان التدمير المباشر كان على يد إسرائيل ولكن من تسبب به هو الفلسطيني ثم السوري وصولاً الى “الحزب”. بأي حجة تورِّط البلد بمغامرة مدمِّرة انت إخترتها بمفردك؟ لذا يجب أن نخرج من دوامة الدمار كي ننتقل للحديث عن الاعمار. الواقع هو غياب الحماسة لإعادة الاعمار من قبل الدول الإقليمية والعالمية وعلى رأسها السعودية وأميركا إن لم تنهض دولة فعلية تبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. النوايا لم تعد تكفي والمطلوب أفعال وبفترة زمنية قصيرة”.
بو عاصي ذكّر أن “لبنان قائم على عقد إجتماعي بين مكونات وتنطبق شروط هذا العقد على الجميع، مضيفاً: “لا يجوز ان يدخل “الحزب” الى هذا العقد مسلّحاً ومرتبطاً بإيران ويفتح الحروب متى يشاء. من هنا المطلوب تطبيق النظام قبل التفكير بإعادة تكوينه، وإذا لم يتجاوب “الحزب” مع ذلك فيجب إقصاؤه من العقد الاجتماعي اللبناني. لن نحرز أي تقدم في البلد إن لم نكن جميعاً متساوين امام الميثاق الوطني الذي تأسست عليه الدولة اللبنانية”.
تابع: “يجب ان نحدّد جدولاً زمنياً لـ”الحزب” كي يسلم سلاحه. نحن نقوم بمواجهة سياسية لقيام الدولة بحصر السلاح بيدها وإذا لم يقتنع الحزب على الدولة الا تخاف من المواجهة في سبيل القيام بدورها، وإلا سنبقى نطلق الخطابات والشعارات من دون الوصول الى بناء دولة تمتلك الهيبة والرؤية والجرأة. على الدولة ان تردع الحزب عن الاستمرار بالتصرف كفاجر وكتاجر سياسي وأمني”.
ردّاً على سؤال عن زيارة وزير الخارجية الإيراني، أجاب بو عاصي: “عراقجي ذكّرني بنظيره فاروق الشرع الذي كان يخبرنا عن حرص نظام الأسد على سيادة لبنان ودوره. كل هذا الكلام كذب. كيف لعراقجي ان يدعي إحترام سيادة لبنان وهو يسلح ويموّل طرفاً فيه؟ كي يكون كلامه ذا مصداقية عليه وقف مدّ “الحزب” بالمال والسلاح وعدم التدخل من خلاله في الحياة السياسية اللبنانية”.
هذا وأشار الى ان “الوزير يوسف رجي يتعرض لألف صاروخ من “الحزب” وبيئته بسبب مواقفه السيادية والتي ترتكز على الدستور وخطاب القسم والبيان الوزاري، مضيفاً: “غير مقبول بتاتاً تهجم وزير المال ياسين جابر على الوزير رجي. فليتذكر جابر اننا كتكتل “جمهورية قوية” منحناه الثقة على أساس البيان الوزاري. هذا ليس خياراً بل من واجبه الالتزام به وإلا فليستقل من الحكومة”.
بو عاصي إعتبر أن “كرافات الرئيس بري مكلفتنا قد سلاح الحزب”، فبري تحت ذريعة انه منفتح مقابل “وحش” إسمه الحزب، يقوم بالضغط على الرئاسات وعلى الحكومة والتهديد باسم الميثاقية والانقلاب الدائم على الدستور ويكفي التذكير انه علق العمل به ولم يدع لانتخاب رئيس للجمهورية إلا بشكل فلوكلوري”.
رداً على سؤال عن بدء تلمّس خيبة وإحباط في الشارع اللبناني بعد مضي ما يقارب 5 أشهر على إنطلاق العهد ومئة يوم على تشكيل الحكومة، أشار الى أنه “يجب الا يكون هناك أي مساحة للاحباط في حياة الافراد والجماعات. الحكم هيبة وثقة وإذا فقد الناس الثقة بالقيادة السياسية تفقد هذه الأخيرة كل شيء، فالمجتمع بحاجة الى قيادة يثق بها من دون الوقوع بفخ تأليه الشخص. حتى اليوم ما زال القلق ينتاب الناس جراء كثرة التحديات وفي طليعتها الامن والسيادة ولا يمكن تحقيق النمو والازدهار والاستقرار في ظل غيابهما”.
تابع: “أطلقنا جرس انذار للحكومة محذرين من عدم إحترام الآليات في التعيينات. نحن ضد زيادة أسعار المحروقات وما رافق جلسة مجلس الوزراء لسببين:
اولاً، لأنه الأجدى عوض فرض الضرائب ان نحسن جباية الضرائب الموجودة ونكافح التهرب الجمركي وأن تكون خطواتنا وفق رؤية إصلاحية واضحة. للتذكير فإن التهرب الجمركي والضرائبي يحرم الدولة من مداخيل قيمتها ملياري دولار في السنة الواحدة.
ثانياً، لأننا نعود الى الممارسات السابقة حيث يوضع بند مهم بسطر واحد في جدول الاعمال ويأتي الوزير المعني بملف متكامل لم يطلع عليه الوزراء، بعد ان يكون قد نسق ذلك بينه وبين رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب الذين يطلبون من الوزراء السير به. هذا الامر إهانة للوزراء وللاطراف السياسية التي تمثلها وهو مخالف لنص وروح الدستور”.
بو عاصي الذي حذر من العودة الى الممارسات السابقة، ذكّر أن تكتل “الجمهورية القوية” سيتقدم بطعن أمام مجلس شورى الدولة ليقول للجميع ليس هكذا تدار الأمور والخطوة التي اتخذت ناقصة وغير مدروسة وغير شاملة ولا تعكس إدارة جيدة لشؤون الدولة”.
ردّاً على سؤال، أجاب: “الفرص التاريخية تفتح بلحظات معينة ثم تقفل وعلى الدول إقتناصها، ولكن للأسف لا نقوم بشيء على هذا الصعيد. هناك خمسة ملفات أساسية ملحّة اليوم: سلاح “الحزب”، ترسيم الحدود مع إسرائيل، ترسيم الحدود مع سوريا، إنسحاب اسرائيل من لبنان وعودة النازحين. أي تقدم جرى في هذه الملفات الخمسة؟ لا شيء! في حين أنه علينا الاستفادة من المناخ الدولي لمعالجة هذه الملفات الخمسة المصيرية”.
ختم بو عاصي: “النظام الإيراني حكماً ساقط ولكن لا نعلم متى، فهو غير قابل للحياة. بالأمس كان “الحزب” ينادي بإسمكم سوريا، سوريا، واليوم توقف عن ذلك لأنه ليس مع سوريا التي ساهم بقتل شعبها إنما مع نظام آل الأسد. سيكون الامر نفسه مع إيران لأن “الحزب” مع النظام وليس مع الدولة الإيرانية وشعبها. أقول لإخواننا الشيعة “لا تسيروا وراء من يراهن على الخارج ويزجّكم في محاوره ويجعلكم تشعرون بفائض قوة وهميّ لن يدوم. في النهاية لن يدوم للشيعة كما لكل اللبنانيين سوى لبنان”.