المحامي محمد النجار هل يفلس الشخص الطبيعي أم يعسر ؟!

لا يستطيع أحد إنكار مدى الأزمات المتلاحقة والمتوالية التي أصابت القطاع الاقتصادي بسبب تداعيات أزمة كورونا والتي ستحتاج إلى فترة طويلة لكي نصل إلى مرحلة التعافي من آثارها ،وقد كان من أبرز هذه التداعيات قيام بعض الشركات بإنهاء خدمات العديد من الأفراد وإتباع سياسات تقشفية تمليها عليها الظروف القاهرة التي خلفتها الجائحة، وقد تمخض عن ذلك آثار سيئة للغاية سواء على الأفراد أو الشركات وتحديداً المتوسطة والصغيرة منها، وعليه كثرت التساؤلات القانونية بخصوص التعامل مع ذلك ، فكان لزاماً علينا توضيح الفرق بين الافلاس والإعسار كمصطلحين قانونين مترابطين من حيث المبدأ مختلفين من حيث التطبيق، فالإفلاس ما هو إلا نظام قانوني يطبق على (التجار ) دون غيرهم، حيث يعد في حالة الإفلاس؛ كل تاجر يتوقف عن سداد ديونه التجارية، وكل تاجر لا يدعم الثقة المالية باستخدامه لوسائل تظهر بوضوح على انها غير مشروعة، أما الإعسار فهو نظام قانوني يطبق على ( الأفراد ) دون التجار ، حيث يعد المدين المدني في حالة إعسار إذا زادت ديونه الحالية على أمواله .
و قد أصاب المشرع بإصداره المرسوم بقانون رقم 19 لسنة 2019م بشأن إعسار الأشخاص الطبيعين ، مشكلاً بذلك بيئة خصبة و آمنة للمستثمرين في الدولة ، وداعماً لقدرة الأفراد على إدارة أوضاعهم المالية في مواجهة أي ظروف طارئة ، تحفظ التوازن بين الدائن والمدين ، ومعززاً للاستقرار المالي والإقتصادي في الدولة ، و مشجعاً على زيادة التدفقات النقدية ، ومؤكداً للدور الريادي القانوني لدولة الامارات مقارنة بدول المنطقة ، جنباً إلى جنب مع قانون الإفلاس التجاري رقم 9 لسنة 2016م .

You May Also Like

More From Author

استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار الذي قال بعد اللقاء: أحببت اليوم أن أقوم بزيارة سماحته، لأطلعه على التحضيرات التي تقوم بها وزارة الداخلية لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في كل لبنان، بدءًا بمحافظة جبل لبنان، ومن المؤكد أنَّ سماحته يعطي بركاته لكل الوطن، ويعطي توجيهاته دائمًا بالحفاظ على الوحدة في لبنان، وعلى إجراء الاستحقاقات الدستورية في وقتها، وعنده حرص على العملية الانتخابية أن تجري بسلاسة، وبكل دقة، وبدون أيِّ مشاكل، كما كان له لفتة خاصة لمدينة بيروت، وحرصٌ على المناصفة في المجلس البلدي القادم لمدينة بيروت، وهذا الأمر متروك طبعًا للقوى السياسية في مدينة بيروت. ووزارة الداخلية كما قلت سابقًا حريصة على إجراء الانتخابات في كلِّ لبنان، وفي مدينة بيروت، بكل نزاهة وشفافيَّة، وبكل حيادية من قِبلِ أجهزة الوزارة، والأجهزة الحكومية أيضًا، وفي الوقت نفسه أنا شخصيًّا كمواطن لبنانيّ، عندي حرص مثل سماحة المفتي، وكما تفضَّل على المناصفة في مدينة بيروت، وعلى العيش المشترك الذي هو نقطة القوة في بلدنا لبنان. إنَّ مسعى التوافق حاضر ومستمر، وسماحته يدعم هذا الشيء وهذا وهذا متروك للقوى السياسية في بيروت وللناخبين بأن يمارسوا حقهم بكل حرية ووعي، وبكل مسؤولية، حفاظاً على وحدة المدينة ودورها التاريخي كعاصمة وحاضنة لكل أبناء الوطن. فبسئل: هناك خوف من بعض المواطنين في لبنان، من تكرار العدوان الإسرائيلي على بعض المناطق، فهل هذا يؤثر على عملية الانتخاب؟ أجاب: بالطبع هناك تحديات أمنية تواجهنا من أجل إجراء الاستحقاق الانتخابيّ، كما تواجهنا هذه التحديات في كل أمور الحياة اليومية في لبنان، لكنَّ هذا لن يثنينا بتاتاً عن التزام إجراء الاسحقاقات في وقتها، وأولها الاستحقاق الانتخابي بدءاً بمحافظة جبل لبنان يوم الأحد. إنَّ وزارة الداخلية والحكومة تعملان وفقاً لأجندة الدولة اللبنانية، وليس لأيِّ جهة أو أجندة خارجية، “وتحديداً العدو الإسرائيلي.”