المساعدات الإنسانية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي تدعم قدرة نظام الرعاية الصحية في لبنان على الصمود في مواجهة حالات الطوارئ

مع تفاقم الوضع الميداني، يواجه نظام الرعاية الصحية في لبنان ضغوطًا غير مسبوقة في ظل الارتفاع الكبير في عدد الضحايا والإصابات. ولدعم الاستجابة لحالات الطوارئ في البلاد، أرسلت إدارة المساعدات الإنسانية والحماية المدنية التابعة للمفوضية الأوربية (إيكو) شحنة ضرورية مكونة من 40 مجموعة لأدوات علاج الرضوح والجراحات الطارئة (TESKS)، تكفي لإجراء 4000 عملية جراحية للإصابات الرضحية. وقد نُقلت الشحنة على الفور إلى مستودعات وزارة الصحة العامة، ووُزعت 13 مجموعة منها على 6 مستشفيات إحالة في جميع أنحاء البلاد. وتنسق منظمة الصحة العالمية مع مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة العامة لضمان توزيع باقي الشحنة.
ويهدف هذا الدعم إلى تخفيف الضغط على المستشفيات التي تعمل بكامل طاقتها وتستقبل أعدادًا كبيرة من المصابين بإصابات رضحية يوميًا.
وقال الدكتور فراس أبيض، وزير الصحة العامة اللبناني “إن هذه الإمدادات مهمة للغاية لأن المستشفيات تعمل حاليًا بكامل طاقتها وبالتالي فإن أي مساعدات من شأنها أن تحسن استعداد المستشفيات حتى تستطيع تقديم استجابة أفضل وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية والتي تشتد الحاجة إليها في البلاد. وهذا الدعم يبعث أيضًا رسالة مهمة عن تضامن المجتمع الدولي مع لبنان في هذه الأوقات الصعبة”.
وهذه الشحنة التي يبلغ وزنها 30 طنًا، والتي أرسلت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، تعبّر عن الالتزام بالتقديم الدعم الذي لا يتعلق بالاستجابة للأزمة الحالية وحسب ولكنه يضمن أيضًا تأهب نظام الرعاية الصحية في لبنان تحسبًا لمزيد من التصعيد.
“يعاني النظام الصحي في لبنان من أزمة منذ سنوات، ولكن ما شهدناه في الأسابيع الأربعة الماضية غير مسبوق. فمستشفيات الخطوط الأمامية ومستشفيات الإحالة تستقبل ما لا يقل عن 300 مريض يوميًا، وهو ما يستنزف قوى الموظفين ويستنفد الإمدادات. ولكن بدعم من “إيكو”، جلبت منظمة الصحة العالمية هذه الإمدادات لتزويد القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية والمستشفيات بالأدوات التي يحتاجونها لاستيعاب العدد المتزايد من المرضى المصابين.”
ويُعدُّ هذا الدعم استكمالاً لمشروع مستمر مموّل من “إيكو” يهدف إلى تعزيز استمرارية تقديم الرعاية للفئات السكانية الأكثر عرضة للمخاطر الصحية من خلال تعزيز الوصول إلى المستشفيات للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخلات علاجية منقذة للحياة وتدخلات جراحية عاجلة في أوقات النزاعات. وتعزز هذه المبادرة قدرة نظام الرعاية الصحية على الاستجابة لحالات الطوارئ. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المبادرة تدعم التنسيق عبر القطاع الصحي، وتعزيز الشراكات مع أصحاب المصلحة الرئيسيين على جميع المستويات لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية بكفاءة وشمولية.

You May Also Like

استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار الذي قال بعد اللقاء: أحببت اليوم أن أقوم بزيارة سماحته، لأطلعه على التحضيرات التي تقوم بها وزارة الداخلية لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في كل لبنان، بدءًا بمحافظة جبل لبنان، ومن المؤكد أنَّ سماحته يعطي بركاته لكل الوطن، ويعطي توجيهاته دائمًا بالحفاظ على الوحدة في لبنان، وعلى إجراء الاستحقاقات الدستورية في وقتها، وعنده حرص على العملية الانتخابية أن تجري بسلاسة، وبكل دقة، وبدون أيِّ مشاكل، كما كان له لفتة خاصة لمدينة بيروت، وحرصٌ على المناصفة في المجلس البلدي القادم لمدينة بيروت، وهذا الأمر متروك طبعًا للقوى السياسية في مدينة بيروت. ووزارة الداخلية كما قلت سابقًا حريصة على إجراء الانتخابات في كلِّ لبنان، وفي مدينة بيروت، بكل نزاهة وشفافيَّة، وبكل حيادية من قِبلِ أجهزة الوزارة، والأجهزة الحكومية أيضًا، وفي الوقت نفسه أنا شخصيًّا كمواطن لبنانيّ، عندي حرص مثل سماحة المفتي، وكما تفضَّل على المناصفة في مدينة بيروت، وعلى العيش المشترك الذي هو نقطة القوة في بلدنا لبنان. إنَّ مسعى التوافق حاضر ومستمر، وسماحته يدعم هذا الشيء وهذا وهذا متروك للقوى السياسية في بيروت وللناخبين بأن يمارسوا حقهم بكل حرية ووعي، وبكل مسؤولية، حفاظاً على وحدة المدينة ودورها التاريخي كعاصمة وحاضنة لكل أبناء الوطن. فبسئل: هناك خوف من بعض المواطنين في لبنان، من تكرار العدوان الإسرائيلي على بعض المناطق، فهل هذا يؤثر على عملية الانتخاب؟ أجاب: بالطبع هناك تحديات أمنية تواجهنا من أجل إجراء الاستحقاق الانتخابيّ، كما تواجهنا هذه التحديات في كل أمور الحياة اليومية في لبنان، لكنَّ هذا لن يثنينا بتاتاً عن التزام إجراء الاسحقاقات في وقتها، وأولها الاستحقاق الانتخابي بدءاً بمحافظة جبل لبنان يوم الأحد. إنَّ وزارة الداخلية والحكومة تعملان وفقاً لأجندة الدولة اللبنانية، وليس لأيِّ جهة أو أجندة خارجية، “وتحديداً العدو الإسرائيلي.”

More From Author